يا ابنة الالام / ابو جعفر الشلهوب
راقت لي قصيدة لصديقي الأستاذ الشاعر عبد الكريم الشيخ مطلعها تعالي ياابنة الآلام نبكِ فاجزتها بهذه القصيدة تعالي ياابنةَ الآلامِ نبكِ
نذيبُ الصخرَ منْ دمعٍ تهامى
ونُزجي الغيمَ في صحراءِ قلبٍ
لنُبك الغيمَ أو نُبْك الغماما
تعالي نبكِ آلامًا وجرحًا
يعزّ عليه أنْ يلقى التئاما
سنينٌ قد مضتْ والصدرُ مُدمى
ونيرانُ الحشا زادتْ ضِراما
تعالي نبك أوطانًا تهاوتْ
وبنيانًا أحالوه ركاما
حضارات لأجيالٍ وإرثٍ
أيادي الشرّ ساوته رماما
تعالي نبك أرملةً وثكلى
تنوح الزوج أم تبكي الغلاما
تعالي نبك أحلاما تراءت
أمام العين رمْناها هياما
فصارت بعد إطباق الدّياجي
كوابيسا وأبقوها مناما
لنبقى في متاهات الدّياجي
ويبقونا بغفلتنا نياما
وتبقى ثروة الأوطان نهبًا
تقايض بالعروش لمن أقاما
بلادٌ كالشموس بدت زمانًا
إذا انبلجت تبادرُها السلاما
وإن جنحتْ لليلٍ أو مغيبٍ
تقبّل تاج جبهتها احتراما
بلادٌ كان للجوريّ فيحٌ
وأنسامٌ إذا غيثٌ تهاما
وروح الياسمين إذا تهادى
يُطَبّبُ فيه من أضحوا سقاما
حرامٌ يا شآمُ الصدرُ يبقي
أيادي البغْيِ تغرِزُه سِهاما
حرامٌ بعدما كانت كشمسٍ
جعلنا نورها الزاهي ظلاما
حرامٌ بعدما كانت أمانًا
جعلناها ضغائنَ وانتقاما
حرامٌ بعدما كانت مروجًا
بها تنمو الزنابق والخزامى
جعلناها صحارى قاحلاتٍ
وصيّرنا المروج بها حطاما
لأجل العرش أم من أجل مالٍ
جعلنا جنّة الدنيا رماما
فتبًّا للقصور ومن هواها
وتبًّا بالفنادق من أقاما
فلم يرنوا إلى دمعات ثكلى
ولم يصغوا لصرخات اليتامى
وقد نظروا إلى الأوطان تهوي
ومنهم عن تساقطها تعامى
وهم من همّه الدولار يربو
وكرسيٌّ ولو كانوا عظاما
فما زوجاتهم عاشتْ بذلٍّ
ولا أبناؤهم سكنوا الخياما
لهذا شاطروا الباغين مكرًا
وفي أفعالهم كانوا لئاما
لماذا كلّ هذا الكون حرٌّ
وصرْنا كالعبيد به إلاما؟
لماذا كلّ هذا الكون يرقى
إلى علياء رفعته تسامى؟
وفي كلّ العلوم له جديد
وفي المريخ قد عزم المقاما
ومازلنا نناطح قعر جبٍّ
وفي أشداقنا أسطوا اللجاما
فمن يرنو السناء فألف نَبْلٍ
بأعينه وقد سلُوا حساما
فلا تقسُ عليَّ بفيض دمعي
فما أخفيْتُ في صدري مراما
أنا لم أبكِ أوطاني لمالٍ
ولم أكُ في مناصبه إماما
فكم أبك البلاد لأنّ قلبي
به أكننْت للدنيا السلاما
وكم أبكي العروبة كلّ قطرٍ
لكلّ ربوعها همّت غراما
ولكنْ للشآم يظلّ شوقي
ففي أحضانها قلبي أقاما
بهذي الأرض أحقابًا أقمنا
أحباءً وما رمنا انقساما
ومن كلِّ الطوائف قد سكنا
قرونًا في الحمى زدنا التحاما
فلا جُرْنا ولا عشنا بحقدٍ
وزدنا في إخوّتنا انسجاما
وأرباب المناصب باعدونا
وأهل المال قد ذكّوا الخصاما
لنبقى في العداوة و احتراب
ونجني الهول والموت الزؤاما
كلمات ابو جعفر الشلهوب
تعليقات
إرسال تعليق