لا ‏حياة ‏لي/بقلم ‏محمود ‏علي ‏الاديب

لا حياة لي في واقعي... 
فأختنق هنا، وأولد هنا... 
وأفرح هنا، وأبكي هنا... 
وأموت هناك؛ لكني أعيش هنا  نصف شئ!!! 
وأندس من واقعي  في قصائدي... 
 كعود ثقاب داخل علبة كبريت... 
قابلا للانفجار في أي وقت.. 
قابلا للإنبات ربما!
فمن يؤمن بي  ؟!، ومن يؤمن لي؟! 
ومن يحضن في ذاتي الشوك؟! 
ومن يجمع من عيني الجمر؟! 
ومن يتكيف مع فوهة بركان؟! 
من يؤمن أن لدي… 
خاصية التجدد والانبعاث؟! 
وأن في رئتي بذور الورد تتأهب للودق… 
وأن في جذوع النخل… 
ما زالت مسامات الروح بخير… 
وما زالت أغصاني يكسوها اللحاء… 
من أجيبوني من؟! 
لن يجيبك أحد أيها المعتوه… 
إلا هذا الجدار الرخامي… 
الممتد بين روحك والسماء… 
فثقافة الجميع هنا الأخذ بلا عطاء…
فأنا سؤال يطوف كالحمام…
ثم يعود لابراجه ملطخا بالدماء…
يعيش حياته لحظة ذبح…
ويبقى  بلا إجابة !!!!
تستطيل علامة الاستفهام فيه... 
كشجر هم عجوز  مقطوع بفلاة!!! 
تتفرع في  حلقي… 
 إلى  هذا المعذب معي بين أضالعي… 
تتقاطر روحي ألما كتتابع قطرات مياه… 
من صنبور في سكون ليل رعيب… 
نقطة تلو نقطة تلو نقطة… 
فلا أنعم بسخونة الجرح حين الذبح… 
ولكنه  موت بالبطئ… 
حاولت هنا أن أكون كل شئ… 
هنا فقدت من كل شئ وهناك ليس لي شئ… 
فأين أمضي بين اللاشئ واللاشئ؟! 
 كل نفس لي يسأل كينونتي… 
لماذا أنت مختلف أيها الشوك؟! 
لماذا أنت  الورد أو بذور الورد؟! 
وأين تسكن في آخر المطاف؟! 
ربما لن يسعني وطن.…
إلا كف صغير يمسك حجرا…
ويلقي به في النهر ليصنع دوامات… 
حقيقة صدقوني… 
يليق بي أن أفرح… 
وتزغرد لأفراحي السماء… 
وتمد إلي الشمس ذراعيها لأحضنها... 
فهل اهرب من سجني لمشارفها.. 
لبيادر الفجر    أما زالت تنتظرني؟! ... 
ومن قال بأني إن هربت سألقها.. 
كما كانت شمس صباح… 
 تنام على هذه التلال؟! … 
قالوا لا يجوز  ضع هذا القيد… 
في رقبتك وأمض… 
مضيت وجئت البحر في عينيك... 
وتسلقت ضحكاتك كألسنة الرمال… 
إلى  بساطك روحك الأخضر…
نضر  زاه  كمرايا راقصت شعاع الشمس... 
جفت مياه بحرك وبقى لي ملحه… 
يأكل في  جرحي الملتهب… 
إلا قطرة تغلي فوق هذا  الصفيح… 
الذي يوقد تحته اللهب… 
أعيش هنا أموت هنا… 
هنالك الأرض محرقة… 
وهنا  سمائي تمطر دما… 
اقبض في يدي على الجمر… 
وما زلت بذور خير… 
فمن ينبتني في عينيه من؟! 
كطائر حرموه جناحيه… 
ثم لاموه لماذا لا تحلق معنا… 
لماذا تسكن قلبك جبال الهموم… 
يا سادة سلخ هذا الطائر… 
ومضى يقول لا مساس… 
فمن يهبني الريش والجناحين؟! 
لا أحد يرد إلا صدى الصوت… 
وما زلت قادرا على الإنبات… 
هل أولد في عينيك… 
ربما أموت في عينيك… 
كل غيمة رأت شقوق أرضي… 
صارخة من العطش تأوهت… 
يا لهذا المتألم حد التشقق… 
ثم مضت وقد ضنت بالقطر… 
فإذا لم يكن هناك إلا موتي… 
وهنا أنا مجهول  بلا أرض بلا سماء بلا غيم… 
فدعوني أتألم في سلام هنا… 
واحتضر بين أحضان قصيدتي… 
_______________
محمود علي الأديب 
مصر 🇪🇬   المنيا    ملوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة حب /بقلم جمال خليل جابر

بحر ‏المشاعر/بقلم ‏خالد ‏حويس

اميرتي ‏/بقلم ‏الشاعر ‏حسين ‏عطاالله ‏حيدر