السيف بين الامس واليوم/بقلم ابوجعفر الشلهوب
قال ابو تمام رحمه الله السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
............ السيف بين الأمس واليوم..........
الصدر أنَّ من الآهات واللّهبِ
لمّا رأى السيفَ آلَ اليومَ لِلّعِبِ
يا أيها السّيف يا مَنْ كنتَ في يدنا
تسمو وتعلو إلى العلياء والسّحبِ
السّيفُ يصدقُ لو أهلوهُ قد نظروا
إلى المعاليَ وانحازوا إلى الكتب ِ
السيفُ يصدق لو صارتْ مقابضُهُ
بقبضةِ الأُسْدِ وَاسْتَعْلَتْ على النُّجُبِ
ويصدقُ السّيفُ في من كفهم طهرتْ
وقد تربّوا على الأخلاق والأدبِ
ويرتقي رفعة ً في كف ملتزمٍ
بالحقّ والصّدقِ لا بالكبرِ والعجبِ
قرأنا هذا بأسفار الأولى سبقوا
وقد قرأناه في التّاريخ للعربِ
لمّا سما السّيفُ يومًا في مقابضِنا
وفيه للحقِّ قمنا ليس للغضبِ
وفيه طاعتُنا للّهِ نسلكُها
لنخرجَ النّاسَ من ليلٍ ومن تَعَبِ
فَما حملناهُ للدّنيا مفاخرةً
وما حملناهُ للتمجيدِ والرُّتَبِ
وما حملناهُ ثأرًا في طبائِعنا
وما حملناهُ للأرزاءِ والكسبِ
حتى نبا بعدما تاهت مقاصدُهُ
عن الفضيلة للأحقادِ والشّغَبِ
تثلّمَ السّيفُ والأنيابُ قد صدأتْ
وخار أهلوهُ بالأعياءِ والنّصَبِ
ما واكبوا الكون لما شمسّهُ سطعتْ
وقد تواروا عن الأنوار بالحُجبِ
وجانبوا العلمَ لمّا قامَ بيرقُهُ
ليطلبوا المجد إنشادًا من الخُطَبِ
ما سابقوا الكونَ في مشوارِ نهضتهِ
لكن تباهوا بإرثِ الأمسِ والنّسَبِ
وقد تناسوا وساروا في مناكبها
لا فرقَ إن شمسهم بانتْ ولم تَغِبِِ
وقد تناسوا حديث الكفّ إن عملت
أحبُّ لله في التكريم والرُّتَبِ
من راحةٍ رضيت بالذلِّ منزلةً
وما سمت واكتفتْ بالوهدِ والتّربِ
لا يصدقُ السّيفُ لو سِرنا بغفلتِنا
وفي الرّذائل قد غصنا إلى الرّكَبِ
سيف الفتوحات قد غلّوهُ من زمنٍ
وحوّلوهُ كما المزمارِ للطّرَبِ
وصاحبُ العلمِ قَيْدٌ ضَمَّ معصمَهُ
وذو الجهالةِ يحظى اليومَ بالرّتَبِ
يا حاملَ السّيفِ هل ذا السّيف غايتُهُ
لمحنةِ النّاسِ أو يدعو إلى الرّعُبِ ؟
يا حاملَ السّيفِ إنّ السّيفَ غايتهُ
لنصرةِ الحقِّ أو درءٍ لمغتصب ِ
السّيفُ يجرحُ لو آلتْ مقابضهُ
لمن تربّوا على الفحشاءِ والكَذِبِ
والسّيفُ يؤذي إذا أنيابُها انْفلتتْ
وصار في قبضةِ الأشرارِ للعطَبِ
فَمَنْ تربّوا على سوءٍ بمنبتهِمْ
باتَتْ سيوفُهمُ في لجّةِ الكُرَبِ
كلمات ابو جعفر الشلهوب
تعليقات
إرسال تعليق