سأنزع عني دموعي الليلة/بقلم خالد فريطاس
سأنزع عني دموعي الليلة
فانتظريني أيتها النجوم بعد المغيب
ربما أنا أو لست أنا منهمك في العناق
أو ربما بعض أنا الوحيد الذي غزاك في المشيب
إنتظريني لنلتهم صدأ الحكايات القديمة على أرصفة الشفق
ونوبخ وابل الشياطين الحمر الطويل الذيل
نأوي إلى غسقنا المتراكم في عيون الخفافيش الدامسة المحيا
ونعزف أشواقنا لأشواقنا المكبوتة في النصيب
سأنزع عني دموعي وألتحف بعض الحشائش فلا تلوموني
وأواري تأوهاتي التي إحتوتها سفوح الجبال فارغة اليدين
متكسر يا سيدتي في عواء الذئاب المنتصبة الشفاه
عصياني لعصياني لم يعد يجدي الحبيب ولا الغريب
سأنزع عني دموعي الليلة
وأضمد جروح الميلاد ليلة الميلاد
أتهاوى في لانهايتي حافي القدمين
أفتش عن معنى جديد في حضرة التراب والماء
وأمرر أسلوبي الشفيف على طواحين الهواء السالفة الذكر
مستغرق معنى الأشياء الجميلة في رحلة البكاء والنحيب
دموعي الليلة تشبه ورم الذين ماتوا قبل قليل
تحاور على طاولات الجراحة طعم النهايات الكفيفه
تؤسس ليلة عودة المنفى من منفاه
تقرض للقمر بعض حروف العطف السعيده
تسألني عن القيامة فلا أتجرأ أن أخاطر وأجيب
أنا من أنا لست أنا
هل أنا فعلا أنا
أم أن جميع الأسماء المستعارة تكدست هنا
وألقت ظلالها على المعنى الحقيقي للحقيقه
أحيانا أنا الوحيد هنا وكلكم غائبون عن وعي الليل
غائبون عن فطرة سافرت في زورق نحو الغرب
ولم تعد ونحن في الأصيل ونشرف على المغيب
متوارث الحزن ولا صهيل حصان يحملني لأعانق السحاب
صاخبة لحظة سقوطي عندما تمسكت بالعذاب
أنا كل شيئ ما عدا أنا
ما عدا قافيتي التي اشترتني ذات ليلة من وارد البئر
وباعتني لعيون إستنشقتني
وأدخلتني مدن الأحزان لتبكي عدو القبيلة قبل الحبيب
سأنزع عني دموعي الليلة
وأهدهد الأشفار التي تيتمت فجأة
أشعل بحور شعري عند السحر القرمزي
وأتخذ من دون أوراقى واقلامي هواية الصبابة في روايات الخطيب
دموعي ما عادت شيئا في أرشيف التساقط الأخير
دموعي أتمت نصابها وأخرجت زكاتها ونامت في الشخير
دموعي رممت صمامة قلبي يوم كنت أطوف على حزني عاريا
كما القرد الشهير
دموعي زادي وحزني ونكهتي وأحتراقي
وغايتي وسبيلي
وعقيدتي وأنتمائي
وشحنة التفاعل التي أطير بها مع الكروان والعندليب
خالدفريطاس الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق