تأملات ‏في ‏كتاب ‏الحياة/بقلم ‏سامر ‏الشيخ ‏طه

من مقالاتي ( تأملات في كتاب الحيياة)

يعاني جيل الشباب اليوم من الفراغ الروحي وذلك بسبب ركونهم إلى الحياة الدنيا وابتعادهم عن الآخرة

لقد سحرتهم  الحياة الدنيا فانغمسوا بها و رتعوا في مغرياتها حتى انطمست بصائرهم وملأ الران قلوبهم

فهم اليومَ يخالفون سنَّة الله في خلقه مبتعدين كلَّ البعد عن أسباب خلقهم

إنهم يفضِّلون الفاني على الباقي

يرضون أجسادهم ويُغفلون أرواحهم

ومن المعلوم أن الانسان جسدٌ وروح وعلى المرء أن يوائم ويوازن بين متطىباتهما

فكما أنَّ للجسد غذاءه فإن للروح غذاءها 

وغذاء الجسد على أهميته لا يرقى إلى مستوى غذاء الروح

فغذاء الروح هو الأهمُّ وهو الأبقى وفيه الطريق إلى الآخرة

( وللآخرة خيرٌ وأبقى)

أما غذاء الجسد فإنما يكون بما أحلَّ الله لا بما حرَّم

يقول رسول الله  صلى الله عليه وسلم: (إن لجسدك عليك حقاً)

وهذا الحقُّ في الطعام والشراب واللباس والنوم وتفريغ الشهوات  هو حقٌّ واجبٌ ومشروعٌ يتمُّ الوفاء به بالطرق المشروعة وبما أمر الله به

أما اليوم وهو الموضوع الأهم فإن شبابنا قد أهملوا الجانب الروحي في حياتهم وتجاوزوا الحدَّ المطلوب في إرضاء متطلبات أجسادهم حتى غرقوا في الشهوة ففقدوا توازنهم واختلَّ ميزانهم فشعروا بالضياع  لأن الجسد لا يغني عن الروح والمادة لا تغني عن المعنوي والشيطان لا يغني عن الله

نحن اليوم بحاجة إلى تعميم منهجٍ تربويٍ يعيد التوازن إلى الحياة الاجتماعية عن طريق ربط الإنسان بالدين ربطاً صحيحاً موضوعياً بعيداً عن التعصُّب والمغالاة لنعيدَ شبابنا إلى جادة الصواب  فتتمتلئ أرواحهم بحب الله وحبِّ رسوله

ذلك الحبُّ الذي يقوِّم سلوكهم ويعيدُ التوازن إلى شخصياتهم

         المهندس: سامر الشيخ طه